Apr 22, 2009

اعرف عبد الله بن ملجم اكثر

الحمد الله الذي لا إله إلا هو والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد

عبد الرحمن بن ملجم الخارجي قبحه الله، إسم عرفه الجميع وسمع به، فهو قاتل علي بن أبي طالب الخليفة الراشد والمبشر بالجنة، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره زوج الزهراء أبا الحسن والحسين سيدا شباب الجنة.

أغلبنا يظن أن هذا القبيح – عبد الرحمن بن ملجم – كان إنساناَ فاسقاً ضائعاً لا يفقه من الدين شيئا، أو أنه كان من المندسين ممن سعوا إلى تدمير الإسلام وأهله.

إن عبد الرحمن بن ملجم كان إنسانا تقيا زاهدا صالحا، فقد كانت علامة السجود ظاهرة في وجهه. لقد أرسله عمر بن الخطاب إلى مصر رضي الله عنه تلبية لطلب عمرو بن العاص رضي الله عنه، حيث قال: يا أمير المؤمنين أرسل لي رجلا قارئا للقرآن يقرئ أهل مصر القرآن.

فقال عمر بن الخطاب: أرسلت إليك رجلا هو عبد الرحمن بن ملجم من أهل القرآن آثرتك به على نفسي -يعني أنا أريده عندي في المدينة لكن آثرتك به على نفسي- فإذا أتاك فاجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن وأكرمه.

نعم هذا هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه نعم هذا الرجل الزاهد العابد الورع، محفظ القران و حافظه.
لقد قتل علي بضربة سيف وهو يردد قول الله تعالى ((و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رءوف بالعباد))

جاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله قال: قال عمران بن حطان السدوسي يمدح ابن ملجم ـ قبحه اللـه ـ في قتلـه أمير المؤمنين علياً رضي اللـه عنه:

يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا * * * إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ * * * أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ * * * لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغياً وَعُدْوَانا

فانبرى له من أهل التوحيد شاعر يرد عليه فقال:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة * * * هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم * * * وأول الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما * * * سن الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النَّبي ومولاه وناصره * * * أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

الى أن قال:
يا ضربة من تقى ما أراد بها * * * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربة من غوى أوردته لظى * * * فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد قصداً بضربته * * * إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقد رد على عمران بن حطان بعض العلماء في أبياته المتقدمة في قتل علي رضي الله عنه بأبيات على قافيتها ووزنها:

بَلْ ضَرَبْةٌ مِنْ شَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا * * * إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ خُسْرَانا
إني لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ * * * أَشْقَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا

ولا بد لنا هنا ان ننتبه أخوتي لهذا الأمر:
لم ينفع عبد الرحمن بن ملجم كل ما كان عليه من تقوى وعبادة فقد كانت سوء الخاتمة من نصيبه والعياذ بالله وكل ذلك لقلة العلم الشرعي وانجراره خلف الخوارج الذي أفسدوا كثيرا من شباب المسلمين.

حين قيد عبد الرحمن بن ملجم للقصاص قال للسيّاف: لا تقتلني مرة واحدة -يعني قطعة رأس- قطّع أطرافي شيئا فشيئا حتى أرى أطرافي تعذب في سبيل الله.

سبحان الله هل قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قربة لله. هذا ما نراه اليوم في واقعنا الحالي الذي نعيشه والذي ظهر به من شباب المسلمين من يدعون التقرب لله عز وجل بقتل الأبرياء من المسلمين الآمنين، وأصبح التخويف والتشريد منهاجا لهم. أؤلئك الذين تبدوا علامات الهداية في وجوههم ويتلون القرآن في الليل والنهار، ولكنهم خابوا وخسروا فقد انطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم (سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). كل هذا وهم يصرون على جهلهم وبعدهم عن الحق ادعاء منهم أن ذلك باسم الدين ولمصلحته، وهم بالأصح يحاربون الدين وأهله.

أسأل الله أن يصلح شباب المسلمين ويردنا لدينه رداً جميلا ويرزقنا علماً نافعاً وقلباً خاشعاً وعقلاً واعياً
وأن يثبتنا على القرآن والسنة ويمتنا عليهما..
منقول بتصرف _ابومروان_ابوالرب

0 comments: